للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٢- أعرابي يستجدي:

ووقف أعرابي بقوم فقال:

"أشكوا إليكم أيها المَلَأ زمانًا، كَلَح في وجهه، وأَنَاخ عليّ بِكَلْكَلِه، بعد نعمة من المال، وثروة من المآل، وغِبْطَةٍ من الحال، اعتورتني جَدَائِده١، بِنَبْل مصائبه، عن قِسِيِّ نوائبه، فما تركَا لي ثاغية٢ اجْتَدِي ضَرعها، ولا رَاغِيَةً أَرْتِجي نفعها، فهل فيكم من مُعِين على صَرْفه، أو مُعْدٍ٣ على حَتْفه؟ "، فرد القوم عليه، ولم يُنِيلوه شيئًا، فأنشأ يقول:

قد ضاع من يأكل من أَمْثَالِكُم ... جودا، وليس الجود من فِعَالِكُم

لا بارك الله لكم في مالكم ... ولا أزاح السوء عن عيالكم

فالفقر خير من صلاح حالكم


١ سنة جداء: محلة مجدبة، والجداء من كل حلوبة: الذاهبة اللبن عن عيب، والجدودة: القليلة اللبن من غير عيب، والجمع جدائد وجداد.
٢ الثاغية: الشاة من الثغاء بالضم، وهي صوت الغنم، والراغية: الناقة، من الرغاء، وهو صوت الإبل.
٣ معين، أعداه عليه: نصره وأعلفه وقواه.

<<  <  ج: ص:  >  >>