١٧٦- خطبة للوليد بن عبد الملك بعد دفن أبيه "توفي سنة ٩٦هـ":
لما رجع الوليد من دفن عبد الملك لم يدخل منزله حتى دخل المسجد، ونادى في الناس: الصلاة جامعة، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"أيها الناس إنه لا مؤخر لما قدَّم الله، ولا مقدم لما أخر الله، وقد كان من قضاء الله وسابق علمه، وما كتب على أنبيائه، وحملة عرشه من الموت موت ولي هذه الأمة، ونحن نرجو أن يصير إلى منازل الأبرار، للذي كان عليه من الشدة على المريب، واللين على أهل الفضل والدين، مع ما أقام من منار الإسلام وأعلامه، وحج هذا البيت وغزو هذه الثغور، وشن الغارات على أعداء الله، فلم يكن فيها عاجزًا ولا وانيًا، ولا مفرطًا، فعليكم أيها الناس بالطاعة، ولزوم الجماعة، فإن الشيطان مع الفذ، وهو من الجماعة أبعد، واعلموا أنه من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه، ومن سكت مات بدائه". ثم نزل.