لما ماتت البانُوقَة بنت المهدي، جَزِع عليها جزعًا لم يُسْمع بمثله، فجلس للناس يعزونه، وأمر إلا يُحْجَب عنه أحد، فأكثر الناس في التعازي، واجتهدوا في البلاغة، وفي الناس من ينتقد هذا عليهم من أهل العلم والأدب، فأجمعوا على أنهم لم يسمعوا تعزية أوجز، ولا أبلغ من تعزية شَبيب بن شيبة، فإنه قال:
"أعطاك الله يا أمير المؤمنين على ما رُزِئْت أجرًا، وأعقبك صبرًا، ولا أجهَد الله بلاءك بنقْمة، ولا نزع منك نعمة، ثواب الله خير لك منها، ورحمة الله خير لها منك وأحق ما صُبِر عليه ما لا يسهل إلى رده"١.
"تاريخ الطبري ١٠: ٢١".
١ روى صاحب العقد أن شبيبًا عزى بهذا المقال المنصور على أخت أبي العباس " العقد الفريد ٢: ٣٥".