وبعث المختار إلى أصحابه، فأخذ يجمعهم في الدور حوله، وأراد أن يثب بالكوفة في المحرم، فجاء رجل منهم يقال له: عبد الرحمن بن شريح، فلقي جماعة من إخوانه، واجتمعوا في منزل أحدهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"أما بعد، فإن المختار يريد أن يخرج بنا، وقد بايعناه، ولا ندري أرسله إلينا ابن الحنفية أم لا؟ فانهضوا بنا إلى ابن الحنفية فلنخبره بما قدم علينا به، وبما دعانا إليه، فإن رخص لنا في اتباعه اتبعناه، وإن نهانا عنه اجتنبناه، فوالله ما ينبغي أن يكون شيء من أمر الدنيا آثرَ عندنا من سلامة ديننا".
فقالوا له: أرشدك الله، فقد أصبت ووفقت، اخرج بنا إذا شئت، فأجمع رأيهم على أن يخرجوا إليه، فلما قدموا عليه بدأ عبد الرحمن بن شريح، فتكلم: