للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٧- حديث امرأة سكنت البادية قريبًا من قبور أهلها:

وروى أبو علي القالي: عن عبد الرحمن عن عمه قال:

"دفعت يومًا في تلمسي بالبادية على وادٍ خَلَاء لا أَنِيسَ به إلا بَيتٌ مُعْتَنِزٌ١، بِفَنَائِهِ أَعْنُزٌ، وقد ظَمِئْتُ فَيَمَّمْته، فسلَّمت فإذا عجوز قد برزت، كأنها نعامة راخم٢، فقلت: هل من ماء؟ فقالت: أو لبن، فقلت: ما كانت بُغْيَتِي إلا الماء، فإذا يَسَّرَ الله اللبن فإني إليه فقير، فقامت إلى قُعْب٣ فأفرغت فيه ماء، ونظَّفَت عَسْلَه، ثم جاءت إلى الأعنُز، فتغبَّرَتْهُن٤ حتى احتلبت قُرَابَ٥ مِلْء القَعْب، ثم أفرغت عليه ماء حتى رغا وَطَفَتْ ثُمَالَته٦، كأنها غَمَامة بيضاء، ثم ناولتني إياه، فشربت حتى تحبَّبْت٧ ريًّا واطمأنَنْت، فقلت:


١ منفرد.
٢ الراخم: التي تحضن بيضها، أرخمت الدجاجة على بيضها ورخمته، ورخمت عليه فهي مرخم وراخم.
٣ القعب: قدح إلى الصغر، ويشبه به الحافر.
٤ أي احتلبت الغير "كقفل": وهي بقية اللبن في الضرع، وجمعه أغبار.
٥ قراب وقريب واحد، مثل كبار وكبير وجسام وجسيم.
٦ الثمالة: الرغوة "وهي مثلثة الراء".
٧ امتلأت.

<<  <  ج: ص:  >  >>