"الحمد لله لا إله غيره، ولا شريك له، ثم قال: إن مما عظم الله عليكم من حقه وأسبغ عليكم من نعمه، ما لا يحصى ذكره، ولا يؤدى شكره، ولا يبلغه قول ولا صفة، ونحن إنما غضبنا لله ولكم، إنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا اشتد أمرهم، واستحكمت عقدتهم، فاحتشدوا في قتل عدوكم معاوية وجنوده، ولا تخاذلوا، فإن الخذلان يقطع نياط القلوب١، وإن الإقدام على الأسنة نخوة وعصمة، لم يتمنع قوم قط إلا رفع الله عنهم العلة، وكفاهم جوائح الذلة، وهداهم إلى معالم الملة، ثم أنشد:
والصلح تأخذ منه ما رضيت به ... والحرب يكفيك من أنفاسها جرع
١ عرق غليظ نيط به القلب إلى الوتين، جمعه أنوطة. "والوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه جمعه أوتنة".