للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[في فتح الشام]

١١٨- بين الروم ومعاذ بن جبل:

وبعث الروم إلى أبي عبيدة أن "أرسل إلينا رجلًا من صلحائكم نسأله عما تريدون، وما تسألون، وما تدعون إليه، ونخبره بذات أنفسنا، وندعوكم إلى حظكم إن قبلتم، فأرسل إليهم أبو عبيدة معاذ بن جبل، فأتاهم، فقالوا للترجمان: قل له:

"أخبرونا ما تطلبون؟ وإلام تدعون إليه؟ وما أدخلكم بلادنا؟ وتركتم أرض الحبشة وليسوا منكم ببعيد، وتركتم أرض فارس وقد هلك ملك فارس وهلك ابنه، وإنما تملكهم اليوم النساء ونحن ملكنا حي، وجنودنا عظيمة كثيرة، وإن اقتحمتم من مدائننا مدينة، أو من قرانا قرية، أو من حصوننا حصنًا، أو هزمتم لنا عسكرًا، أظننتم أنكم قد ظفرتم بجماعتنا؟ وأنكم قد قطعتم حربنا عنكم؟ أو فرغتم ممن وراءنا منا، ونحن عدد نجوم السماء وحصى الأرض! وأخبرونا لم تستحلون قتالنا، وأنتم تؤمنون بنبينا وكتابنا؟ ".

فلما قالوا هذا القول وفسره الترجمان لمعاذ سكتوا، فقال معاذ للترجمان: قد فرغوا؟ قال له: نعم، قال: فأفهمهم عني أن أول ما أنا ذاكر حمد الله الذي لا إله إلا هو، والصلاة على محمد نبيه صلى لله عليه وسلم، وأن أول ما أدعوكم إلى الله أن تؤمنوا بالله وحده، وبمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن تصلوا صلاتنا وتستقبلوا قبلتنا، وأن تستنوا بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وتكسروا الصليب، وتجتنبوا شرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، ثم أنتم منا ونحن منكم، وأنتم إخواننا في ديننا، لكم ما لنا، وعليكم ما علينا، وإن

<<  <  ج: ص:  >  >>