للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خطبة الأحنف بن قيس]

...

في رحالكم، لإطفاء حشيشتكم١، وسل سخيمتكم٢، ولكم الحكم مرسلًا٣، فقولوا، على أحلامنا وأموالنا؛ فإنه لا يتعاظمنا٤ ذهاب شيء من أموالنا كان فيه صلاح بيننا فقالوا: أتدون صاحبنا عشر ديات؟ قال: هي لكم، فانصرف الناس واصطلحوا٥"

وروى الجاحظ وابن عبد ربه هذه الخطبة بصورة أخرى، وها هي ذي:

قال بعد حمد الله والثناء عليه: "يا معشر الأزد وربيعة، أنتم إخواننا في الدين وشركاؤنا في الصِّهر، وأشقاؤنا في النسب، وجيراننا في الدار، ويدنا على العدو، واللهِ لأزدُ البصرة أحب إلينا من تميم الكوفة، ولأزد الكوفة أحب إلينا من تميم الشأم، فإن استشرف شنآنُكم٦، وأبى حسدُ صدوركم، ففي أموالنا، وسعة أحلامنا، لنا ولكم سعة".

"تاريخ الطبري ٨: ٣١، والبيان والتبيين ٢: ٦٨، والعقد الفريد ٢: ١٥٧"


١ أي ناركم الموقدة. من حش النار: أوقدها، فهي فعيلة بمعنى مفعولة "وإن كانت لم ترد في كتب اللغة بهذا المعنى، لكن القياس لا يمنعها، والوارد: الحشيشة طاقة الكلأ".
٢ السخيمة: الحقد.
٣ أي مطلقًا كما تشاءون.
٤ تعاظمه: عظم عليه.
٥ واجتمع أهل البصرة على أن يجعلوا عليهم منهم أميرًا يصلي بهم حتى يجتمع الناس على إمام، فجعلوا عبد الملك بن عبد الله بن عامر شهرًا ثم جعلوا عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب -وهو ببة- فصلى بهم شهرين، ثم قدم عليهم عمر بن عبيد الله بن معمر من قبل ابن الزبير، فمكث شهرًا، ثم قدم الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المعروف بالقياع، ثم مصعب بن الزبير، أما أهل الكوفة؛ فإنهم لما ردوا وفد البصرة ولوا عليهم عامر بن مسعود القرشي، ثم قدم عليهم عبد الله بن يزيد الأنصاري من قبل ابن الزبير كما تقدم.
٦ استشرف: انتصب، أي زاد واستحكم، والشنآن: البغض والكراهية.

<<  <  ج: ص:  >  >>