للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٣١- خطبة الأحنف بن قيس:

ثم قام الأحنف بن قيس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

"يا أمير المؤمنين: إنا قد فررنا١ عنك قريشًا، فوجدناك أكرمها زندًا، وأشدها عقدًا، وأوفاها عهدًا، وقد علمت أنك لم تفتح العراق عنوة٢ ولم تظهر عليها قعصًا٣، ولكنك أعطيت الحسن بن علي من عهود الله ما قد علمت، ليكون له الأمر من بعدك، فإن تفِ فأنت أهلُ الوفاء، وإن تغدر٤ تعلم والله أن وراء الحسن خيولا جيادًا، وأذرعًا شدادًا، وسيوفًا حدادًا، إن تدنُ له شبرًا من غدرٍ، تجد وراءه باعًا من نصر، وإنك تعلم أن أهل العراق ما أحبوك منذ أبغضوك، ولا أبغضوا عليًّا وحسنًا منذ أحبوهما، وما نزل عليهم في ذلك خبر من السماء، وإن السيوف التي شهروها عليك مع علي يوم صفين لعلى عواتقهم، والقلوب التي أبغضوك بها، لبين جوانحهم، وايم الله إن الحسن لأحب إلى أهل العراق من عليٍّ".


١ فر الدابة: كشف عن أسنانها لينظر ما سنها، وفر عن الأمر: بحث عنه.
٢ فتح البلد عنوة: أي قهرًا.
٣ مات قعصًا: أصابته ضربة أو رمية، فمات مكانه.
٤ غدره وغدر به كنصر وضرب وسمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>