ثم إن أبا بكر رحمة الله عليه ورضوانه قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وذكره بما هو أهله، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:
"أيها الناس، إن الله قد أنعم عليكم بالإسلام، وأعزكم بالجهاد، وفضلكم بهذا الدين على أهل كل دين. فتجهزوا عباد الله إلى غزو الروم بالشأم؛ فإني مؤمر عليكم أمراء وعاقد لهم ألوية، فأطيعوا ربكم، ولا تخالفوا أمراءكم، ولتحسن نيتكم وسيرتكم وطعمتكم، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون".
فسكت الناس، فو الله ما أجابه هيبة لغزو الروم لما يعلمون من كثرة عددهم وشده شوكتهم، فقام عمر بن الخطاب رحمة الله عليه وضوانه فقال: يا معشر المسلمين ما لكم لا تجيبون خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دعاكم لما يحييكم.