للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٨١- مخاصمة أبي الأسود الدؤلي وامرأته بين يدي زياد بن أبيه:

جرى بين أبي الأسود الدؤلي وبين امرأته كلام، في ابن كان لها منه، وأراد أخذه منها، فسار إلى زياد وهو والي البصرة.

فقالت المرأة: "أصلح الله الأمير، هذا ابني، كان بطني وعاءه، وحجري فناءه، وثديي سقاءه١، أكلؤه٢ إذا نام، وأحفظه إذا قام، فلم أزل بذلك سبعة أعوام، حتى إذا استوفى فصاله٣، وكملت خصاله، واستوكعت٤ أوصاله، وأملت نفعه ورجوت دفعه، أراد أن يأخذه مني كرهًا٥، فآدني٦ أيها الأميرن فقد رام قهري. وأراد قسري٧".

فقال أبو الأسود: "أصلحك الله، هذا ابني حملته قبل أن تحمله، ووضعته قبل أن تضعه، وأنا أقوم عليه في أدبه، وأنظر في أوده، وأمنحه علمي، وألهمه حلمي، حتى يكمل عقله، ويستحكم فتله".

فقالت المرأة: "صدق أصلحك الله، حمله خِفًّا٨، وحملته ثِقْلًا، ووضعَه شهوة، ووضعتُه كرهًا".

قال له زياد: اردد على المرأة ولدها، فهي أحق به منك، ودعني من سجعك أو قال: "إنها امرأة عاقلة يا أبا الأسود، فادفع ابنها إليها، فأخلقْ أن تحسنَ أدبَه".

"الأمالي ٢: ١٤، وأمالي السيد المرتضى ١: ٢١٤"


١ السقاء: جلد السخلة يكون الماء واللبن.
٢ أرعاه.
٣ فطامه.
٤ اشتدت ومتنت.
٥ الإباء والمشقة بالفتح ولاضم، أو بالفتح: ما أكرهك غيرُك عليه، وبالضم ما أكرهتَ نفسك عليه.
٦ آداه على فلان: أعداء وأعانه.
٧ الإكراه.
٨ الخف: الخفيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>