للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٩٠- سليك بن سلكة والحجاج:

دخل على الحجاج سليك بن سلكة١، فقال:

"أصلح الله الأمير! أعرني سمعك، واغضض عني بصرك، واكفف عني حزبك؛ فإن سمعت خطأ أو زللًا فدونك والعقوبة، فقال: قل، فقال: عصى عاصٍ من عُرْض العشيرة، فَحُلِّق على اسمي، وهُدِمت داري، وحُرِمتُ عطائي، قال: هيهات، أما سمعت قول الشاعر:

جانيك من يجني عليك وربما ... تعدي الصحاحُ مبارِكُ الجُرْب٢

ولرب مأخوذ بذنب عَشِيرِه ... ونجا المقارف صاحب الذنب


١ هو غير سليك ابن سلكة الذي ضرب به المثل في العدو، فقيل: "أعدى من السليك"؛ فإن سليكًا العداء جاهليٌّ، "وهو سليك بن عمرو التميميّ، والسلكة أمه، وهي أمةٌ سوداء، وكان أحد صعاليك العرب ولصوصهم العدائين لا يلحقون، ولا تتعلق بهم الخيل إذا عدوا، وهم: السليك ابن السلكة، والشنفرى، وتأبط شرًّا، وعمرو بن براق، ونفيل بن براقة"، قال صاحب القاموس في مادة غرب: "وأغربة العرب سودانهم، والأغربة في الجاهلية: عنترة، وخفاف بن ندبة، وأبو عمير بن الحباب، وسليك ابن السلكة، وهشام بن عقبة بن أبي معيط، إلا أنه مخضرم قد ولي في الإسلام.. إلخ"، وقال ابن نباته في سرح العيون "وهو جاهلي قديم" -انظر ترجمته في سرح العيون ص٨٠ والأغاني ١٨: ١٣٣.
٢ في الأصل "جانيك من يجني عليك وقد" على أن العروض حذاء كالضربب وهو صحيح؛ ولكني رأيت العروض في البيت الذي يليه تامة، فوضعت "وربما" بدل "وقد" للمشاكلة بين العروضين.

<<  <  ج: ص:  >  >>