للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٢١- خطبة أبي أيوب الأنصاري:

ثم قام أبو أيوب الأنصاري فقال:

"إن أمير المؤمنين -أكرمه الله- قد أسمع من كانت له أذن واعية، وقلب حفيظ إن الله قد أكرمكم به كرامة ما قبلتموها حق قبولها؛ حيث نزل بين أظهركم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخير المسلمين وأفضلهم وسيدهم بعده، يفقهكم في الدين ويدعوكم إلى جهاد المحلين؛ فوالله لكأنكم صم لا تسمعون، وقلوبكم غلف١ مطبوع عليها، فلا تستجيبون. عباد الله أليس إنما عهدكم بالجور والعدوان أمس، وقد شمل العباد وشاع في الإسلام، فذو حتى محروم مشتوم عرضه، ومضروب ظهره، وملطوم وجهه، وموطوء بطنه، وملقى بالعراء٢، فلما جاءكم أمير المؤمنين صدع بالحق ونشر العدل، وعمل بالكتاب؛ فاشكروا نعمة الله عليكم، ولا تتولوا مجرمين، ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون، اشحذوا السيوف، وجددوا آلة الحرب، واستعدوا للجهاد، فإذا دعيتم فأجيبوا، وإذا أمرتم فأطيعوا، تكونوا بذلك من الصادقين".

"الإمامة والسياسة ١: ١١٢".


١ جمع أغلف، وقلب أغلف كأنما غشى غلافًا فهو لا يعي.
٢ العراء: الفضاء لا يستتر فيه بشيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>