٢ وقد خرج يشيعه ماشيًا، فقال له إبراهيم: اركب يا أبا إسحاق، فقال: إني أحب أن تغبر قدماي في نصرة آل محمد صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشيعه فرسخين. ٣ وكان قد دفع إلى قوم من خاصته حمامًا بيضًا ضخامًا، وقال: إن رأيتم الأمر لنا فدعوها، وإن رأيتم الأمر علينا فأرسلوها، فلما التقوا كانت على أصحاب إبراهيم الدائرة في أول النهار، فأرسل أصحاب المختار الطير، فتصايح الناس: الملائكة! فتراجعوا واقتلل الناس حتى اختلط الظلام، وأسرع القتل في أصحاب ابن زياد ثم انكشفوا، ووضع السيف فيهم حتى أفنوا، وقال ابن الأشتر: لقد ضربت رجلا على شاطئ هذا النهر، فرجع إلي سيفي فوجدت منه رائحة المسك، ورأيت إقدامًا وجرأة فصرعته، فذهبت يداه قبل المشرق ورجلاه قبل المغرب: فانظروه فالتمسوه فإذا هو عبيد الله بن زياد، وكان مقتله سنة ٦٧هـ.