كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

الباب الثالث: الخطب والوصايا في العصر الأموى - خطب عتبة بن أبي سفيان - ج: 2 - ص: 220

[خطب عتبة بن أبي سفيان]

[خطبة له في تهدد أهل مصر]

...

خطب عتبة بن أبي سفيان ١ "توفي سنة ٤٤هـ":

٢٠٤- خطبة له في تهديد أهل مصر:

بلغ عتبة بن أبي سفيان عن أهل مصر شيء فأغضبه، فقام فيهم، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه:

"يأهل مصر، إياكم أن تكونوا للسيف حصيدًا٢، فإن لله فيكم ذبيحا لعثمان، أرجو أن يوليني نُسْكه، إن الله جمعكم بأمير المؤمنين بعد الفرقة، فأعطى كل ذي حق حقه، وكان والله أذكركم إذا ذكر بخطة، وأصفحكم بعد المقدرة عن حقه، نعمة من الله فيكم، ونعمة٣ منه عليكم، وقد بلغنا عنكم نجم٤ قول، أظهره تقدم عفو منا، فلا تصيروا إلى وحشة الباطل بعد أنس الحق، بإحياء الفتنة وإماتة السنن، فأطأكم لله وطأة، لا رمق٥ معها، حتى تنكروا مني ما كنتم تعرفون، وتستخشنوا ما كنتم تستلينون، وأنا أشهد عليكم الذي يعلم خائنة الأعين٦، وما تخفي الصدور".

"العقد الفريد ٢: ١٥٨"

---

١ ولاه أخوه معاوية مصر بعد وفاة عمرو بن العاص "وقد مات عمرو في شوال سنة ٤٣" وأقام عتبة واليًا على مصر سنة واحدة وشهرًا واحدًا، وتوفي في ذي الحجة سنة ٤٤ "هكذا في كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" وفي أسد الغابة في معرفة الصحابة: "أنه توفي سنة ٤٤ وقيل سنة ٤٣"، ولكني قرأت في تاريخ الطبري أن عتبة حج بالناس سنة ٤٦، وقال أيضًا في حوادث سنة ٤٧: "واختلفوا فيمن حج بالناس في هذه السنة، فقال الواقدي: أقام الحج في هذه السنة عتبة بن أبي سفيان. وقال غيره: بل الذي حج في هذه السنة عنبسة بن أبي سفيان".
٢ أصله الزرع المحصود.
٣ هكذا في الأصل وقد يكون "ومنة".
٤ من نجم الشيء: إذا ظهر وطلع.
٥ الرمق: بقية الحياة.
٦ بمسارقتها النظر إلى المحرم.