للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١- خطبة الملبب بن عوف.

أيها الملك، إن الدنيا تجود التسلب، وتعطى لتأخذن وتجمع لتشتت، وتحلى لتمر، وتزرع الأحزان في القلوب، بما تفجأ به من استرداد الموهوب، وكل مصيبة تخطأتك جلل١، ما لم تدن الأجل، وتقطع الأمل، وإن حادث ألم بك؛ فاستبد٢ بأقلك، وصفح عن أكثرك، لمن أجل النعم عليك، وقد تناهت إليك أنباء من رزئ فصبر، وأصيب فاغتفر؛ إذ كان شوًى٣ فيما يرتقب ويحذر؛ فاستشعر اليأس مما فات، إذ كان ارتجاعه ممتنعًا، ومرامه مستصعبًا؛ فلشيء ما ضربت الأسى، وفزع أولو الألباب إلى حسن العزاء.


١ الجلل: العظيم والحقير وهو هنا بالمعنى الثاني.
٢ البدة بالضم: النصيب: النصيب، واستبد به: جعله نصيبه.
٣ الشوى: الهين اليسير ورذال المال.

<<  <  ج: ص:  >  >>