وحَدَّث محمد بن عبيد الله القرشي عن أبي المِقْدام قال:
كانت قريش تستحسن من الخاطب الإطالة، ومن المخطوب إليه التقصير١، فشَهِدْت محمد بن الوليد بن عُتْبَة بن أبي سفيان خطب إلى عمر بن عبد العزيز أخته أم عمر بنت عبد العزيز، فتكلم محمد بن عبد الوليد بكلام جاز الحفظ، فقال عمر:
"الحمد لله ذي الكبرياء، وصلى الله على محمد خاتَم الأنبياء، أما بعد: فإن الرغبة منك دَعَتْك إلينا، والرغبة فيك أجابَتْك منا، وقد أحسن بك ظنًّا من أودعك كريمته، واختارك ولم يَخْتَر عليك، وقد زوجتُكها على كتاب الله:{َإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} .
١ وكذلك روى الجاحظ في البيان والتبيين "١: ٦٤" قال: "والسنة في خطبة النكاح أن يطيل الخاطب، ويقصر المجيب" والحصري في زهر الآداب "٢: ٣١" قال الأصمعي: "كانوا يستحبون من الخاطب إلى الرجل حرمته الإطالة، لتدل على الرغبة، ومن المخطوب إليه الإيجاز ليدل على الإجابة".