للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠- خطبة سليمان بن صرد في استنكار الصلح:

وذكروا أنه لما تمت البيعة لمعاوية بالعراق، وانصرف راجعًا إلى الشام، أتى سليمان بن صرد -وكان غائبًا عن الكوفة، وكان سيد أهل العراق ورأسهم- فدخل على الحسن فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال: وعليك السلام، اجلس لله أبوك، فجلس سليمان، ثم قال:

"أما بعد: فإن تعجبنا لا ينقضي من بيعتك معاوية ومعك مائة ألف مقاتل من أهل العراق، وكلهم يأخذ العطاء، مع مثلهم من أبنائهم ومواليهم، سوى شيعتك من أهل البصرة وأهل الحجاز، ثم لم تأخذ لنفسك بقية في العهد، ولا حظًا من القضية، فلو كنت إذ فعلت ما فعلت، وأعطاك ما أعطاك بينك وبينه من العهد والميثاق، كنت كتبت عليك بذلك كتابًا، وأشهدت عليه شهودًا من أهل المشرق والمغرب، أن هذا الأمر لك من بعده، كان الأمر علينا أيسر، ولكنه أعطاك هذا، فرضيت به من قوله، ثم قال، وزعم على رءوس الناس ما قد سمعت: إني كنت شرطت لقوم شروطًا، ووعدتهم عدات، ومنيتهم أماني؛ إرادة إطفاء نار الحرب، ومداراة لهذه الفتنة، إذ جمع الله لنا كلمتنا وألفتنا، فإن كل ما هنالك تحت قدمي هاتين، ووالله ما عنى بذلك إلا نقض ما بينك وبينه، فأعد الحرب جَذَعة١، وأذن لي أَشْخَصْ إلى الكوفة،


١ هي في الأصل خدعة، وصوابها جذعة، أي فتية.

<<  <  ج: ص:  >  >>