للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٧- خطبته وقد قتل أبا مسلم الخراساني:

وخطب بالمدائن عند قتل أبي مسلم الخراساني١، فقال:

"أيها الناس: لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية، ولا تسروا غش الأئمة، فإنه لم يسر أحد قط منكرة إلا ظهرت في آثار يده، وفلتات لسانه، وصفحات وجهه، وأبداها الله لإمامه، بإعزاز دينه، وإعلاء حقه، إنا لن نبخسكم حقوقكم، ولن نبخس الدين حقه عليكم، إنه من نازعنا عروة هذا القميص أجزرناه خبي هذا الغمد، وإن أبا مسلم بايعنا وبايع الناس لنا، على أنه من نكث بنا فقد أباح دمه، ثم نكث بنا، فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا، ولم تمنعنا رعاية الحق له، من إقامة الحق عليه".

"تاريخ الطبري ٩: ٣١٣، ومجمع الأمثال ١: ٣١٨، ومواسم الأدب ٢: ١٢٠ وغرر الخصائص الواضحة ٧٦".


١ قتل أبو مسلم سنة ١٣٧، وذلك أن المنصور كان قد أرسله لحرب عمه عبد الله بن علي –وكان قد خرج عليه بالشام كما سيأتي- فلما ظفر أبو مسلم، وغنم جميع ما كان في عسكر عبد الله، انهزم عبد الله إلى البصرة، أرسل المنصور بعض خدمه الحفاظ على ما في العسكر من الأموال، فغضب أبو مسلم، وقال: أمين على الدماء، خائن في الأموال! وشتم المنصور، وعزم على الخلاف، وأن يتوجه إلى خراسان، فجعل المنصور يتلطف به حتى استقدمه إليه وقتله.

<<  <  ج: ص:  >  >>