للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩٧- خطبه حين دعا إلى خلع سليمان بن عبد الملك:

وقام بخراسان حين خَلَع سليمان بن عبد الملك١، ودعا الناس إلى خلعه فقال للناس:

"إني قد جمعتكم من عين التمر٢، وفيض البحر؛ فضممت الأخ إلى أخيه، والولد إلى أبيه، وقسمت بينكم فيئكم، وأجريت عليكم أعطياتكم غير مكدرة ولا مؤخرة، وقد جربتم الولاة قبلي، أتاكم أمية٣؛ فكتب إلى أمير المؤمنين: إن خراج خراسان لا يقوم٤ بمطبخي، ثم جاءكم أبو سعيد٥ فدوَّم ٦ بكم ثلاث سنين، لا تدرون أفي طاعة أنتم أم في معصية؛ لم يَجْبِ فيئًا، ولم ينكأ٧ عدوا، ثم جاءكم بنوه بعده، يزيد فحلٌ تَبَارَى إليه النساء؛ وإنما خليفتكم يزيد بن ثروان هَبَنّقة القيسي٨" فلم يُجِبْهُ أحدٌ فغضب، فقال:


١ وسبب ذلك أن الوليد بن عبد الملك أراد أن يجعل ابنه عبد العزيز ولي عهده، ودس في ذلك إلى القواد والشعراء، فبايعه على خلع سليمان الحجاج وقتيبة، ثم مات الوليد وقام سليمان بن عبد الملك، فخافه قتيبة وخشى أن يولي سليمان يزيد بن المهلب خراسان.
٢ بلد على الفرات قرب الكوفة.
٣ هو أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس، وكان عاملًا عليها لعبد الملك بن مروان حتى كانت سنة ٧٨ فعزله وجمع سلطانه للحجاج فبعث المهلب إليها.
٤ في الأصل "لا يقيم" وهو تحريف أو لايقيم مطبخي.
٥ أبو سعيد: كنية المهلب بن أبي صفرة.
٦ من دومت الكلاب: أي أمعنت في المسير: وفي رواية أخرى "فدوخ بكم البلاد" وستأتي.
٧ نكأ العدو ونكاه نكاية: قتل وجرح.
٨ هو يزيد بن ثروان هبنقة ذو الودعات، ويكنى أبا نافع أحد بني قيس بن ثعلبة، يضرب به المثل في الحمق فيقال: "أحمق من هبنقة" وله نوادر في الحمق، منها أنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وهو ذو لحية طويلة؛ فسئل في ذلك، فقال: لأعرف بها نفسي، ولئلا أضل؛ فبات ذات ليلة، وأخذ أخوه =

<<  <  ج: ص:  >  >>