وقام أسد الحربِيّ، فقال:"يا معشر الحربية، هذا يوم له ما بعده، إنكم قد نِمْتُم وطال نومكم، وتأخرتم فقدِّم عليكم غيركم، وقد ذهب أقوام بذكر خلع محمد وأسره فاذهبوا بذكر فكِّه وإطلاقه".
فأقبل شيخ كبير من أبناء الكفاية على فرس، فصاح بالناس: اسكتوا، فسكتوا، فقال:
"أيها الناس، هل تعتدُّون على محمد بقطع منه لأرزاقكم؟ قالوا: لا. قال: فهل قصر بأحد منكم، أو من رؤسائكم وكبرائكم؟ قالوا: ما علمنا، قال: فهل عزل أحدا من قوَّادكم؟ قالوا: معاذ الله أن يكون فعل ذلك، قال: فما بالكم خذلتموه، وأعنتم عدوه على اضطهاده وأسره؟ أما والله ما قتل قوم خليفتهم قطّ، وألا سلط الله عليهم السيف القاتل، والحتف الجارف، وانهضوا إلى خليفتكم وادفعوا عنه، وقاتلوا من أراد خلعه والفتك به".