"يا قراء القرآن ومستحفظي الكتاب، وأنصار الهدى، وأولياء الحق، إن رحمة الله -والله- لا تنال، وجنته لا تدخل بالأماني، ولا يؤتي الله المغفرة والرحمة الواسعة إلا الصادقين المصدقين بما وعدهم الله عز وجل، ألم تسمعوا لقول الله:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}[النور: ٥٥] .
أنتم إن شاء الله منصورون، فأطيعوا الله ورسوله، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين، واستحيوا من ربكم أن يراكم فرارًا من عدوكم، وأنتم في قبضته ورحمته، وليس لأحد منكم ملجأ ولا ملتجأ من دونه ولا متعزز بغير الله".
فجعل يمشي في الصفوف ويحرضهم ويقص عليهم ثم انصرف إلى موقفه.