وسار أبو عبيدة حتى إذا دنا الجابية بلغه أن هرقل ملك الروم بأنطاكية، وأنه قد جمع لهم جموعًا كثيرة، فكتب أبو عبيدة إلى أبي بكر يخبره بذلك، فقام أبو بكر رضي الله عنه في الناس
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:"أما بعد فإن إخوانكم المسلمين معافون مكلئون١، مدفوع عنهم، مصنوع لهم، وقد ألقى الله الرعب في قلوب عدوهم منهم، وقد اعتصموا بحصونهم، وأغلقوا أبوابها دونهم عليهم، وقد جاءتني رسلهم يخبرونني بهرب هرقل ملك الروم من بين أيديهم، حتى نزل قرية من قرى الشام في أقصى الشام، وقد بعثوا إلي يخبرونني أنه قد وجه إليهم هرقل جندًا من مكانه ذلك، فرأيت أن أمد إخوانكم المسلمين بجند منكم يشدد الله بكم ظهورهم، ويكبت بهم عدوهم، ويلق بهم الرعب في قلوبهم. فانتدبوا رحمكم الله مع هاشم بن عتبة بن أبي وقاص. واحتسبوا في ذلك الأجر والخير فإنكم إن نصرتم فهو الفتح والغنيمة. وإن تهلكوا فهي الشهادة الكرامة".