خطب الناس بِمَرْو حين ورد عليه نَعْي الرشيد، فقال:
"إن ثمرة الصَّبْر الأجر، وثمرة الجَزَع الوِزْر، والتسليم لأمر الله عز، فائدة جليلة، وتجارة مُرْبِحة، فالموت حوض مورود، وكأس مشروب، وقد أتي على خليفتكم ما أتي على نبيكم صلى الله عليه وسلم، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فما كان إلا عبدا دُعِيَ فأجاب، وأُمِرَ فأطاع، وقد سد أمير المؤمنين ثَلْمه، وقام مَقَامَه، وفي أعناقكم من العهد ما قد عرفتم، فأحسنوا العزاء على إمامكم الماضي، واغتبطوا بالنعماء والوفاء في خليفتكم الباقي، يأهل الدنيا: الموتُ نازل، والأجل طالبٌ، وأمسِ واعظٌ، واليوم مغتنَم، وغَدٌ منتظرٌ".