للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٥- خطبة المغيرة بن شعبة:

لما اجتمعت جيوش المسلمين بنهاوند "سنة ٢١هـ" وأميرهم النعمان بن مقرن المزني أرسل بندار العلج إليهم أن أرسلوا إلينا رجلًا نكلمه، فأرسلوا إليه المغيرة بن شعبة، فأدخل إليه وترجم له قوله:

"إنكم معشر العرب أبعد الناس من كل خير، وأطول الناس جوعًا، وأشقى الناس شقاء، وأقذر الناس قذرًا، وأبعده دارًا، وما منعني أن آمر هؤلاء الأساورة١ حولي أن ينتظموكم بالنشاب إلا تنجسا لجيفكم، فإنكم أرجاس، فإن تذهبوا نُخَلِّ عنكم، وإن تأبوا نركم مصارعكم".

قال: فحمدت الله، وأثنيت عليه، فقلت: "والله ما أخطأت من صفتنا شيئًا ولا من نعتنا. إن كنا لأبعد الناس دارًا، وأشد الناس جوعًا، وأشقى الناس شقاء، وأبعد الناس من كل خير، حتى بعث الله عز وجل إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوعدنا النصر في الدنيا والجنة في الآخرة، فوالله ما زلنا نتعرف من ربنا منذ جاءنا رسوله بالفتح والنصر حتى أتيناكم، وإنا والله لا نرجع إلى ذلك الشقاء أبدًا حتى نغلبكم على ما في أيديكم، أو نقتل بأرضكم".

"تاريخ الطبري ٤: ٢٣٤".


١ الأساورة: جمع أسوار، والأسوار: بالضم والكسر قائد الفرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>