وخرج حجر بن عدي، وعمر بن الحمق، يظهران البراءة من أهل الشأم، فأرسل علي عليه السلام إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما، فأتياه فقالا:"يا أمير المؤمنين: ألسنا محقين؟ " قال: بلى، قالا:"أو ليسوا مبطلين؟ " قال: بلى، قالا:"فلم منعتنا من شتمهم؟ " قال:
"كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين، تشتمون وتبرءون، ولكن لو وصفتم مساوي أعمالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا، ومن أعمالهم كذا وكذا، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان لعنكم إياهم، وبراءتكم منهم: اللهم احقن دماءهم ودماءنا، وأصلح ذات بينهم وبيننا، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق منهم من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان منهم من لهج به، لكان أحب إلي، وخيرًا لكم".