"أيها الأمير: إنك لو رضيت منا بما ترضى به من غيرنا، لم نرض ذلك لأنفسنا، سر بنا إلى القوم إن شئت، وايم الله ما لقينا يومًا قط إلا اكتفينا بعفونا١ دون جهدنا، إلا ما كان أمس".
أما جارية فإنه كلم قومه فلم يجيبوه، وخرج إليه منهم أوباش فناوشوه بعد أن شتموه، فأرسل إلى زياد والأزد يستصرخهم، فسارت الأزد بزياد، وخرج إليهم ابن الخضرمي وعلى خيله عبد الله بن حازم السلمي، فاقتتلوا ساعة، فما لبثوا بني تميم أن هزموهم، وحصروا ابن الحضرمي في إحدى دور البصرة، في عدة من أصحابه، وحرق جارية الدار عليهم، فهلك ابن الحضرمي في سبعين رجلًا، وسارت الأزد بزياد حتى أوطنوه قصر الإمارة ومعه بيت المال، وقالوا له: هل بقي علينا من جوارك شيء؟ قال: لا، فانصرفوا عنه، وكتب زياد بذلك أمير المؤمنين عليه السلام.
"شرح ابن أبي الحديد م ١ ص ٣٤٨، ونهج البلاغة ١: ٥٣".