للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٢- أعرابي يصف مطرا:

عن أبي عبيد قال: وقف أعرابي على قوم من الحاج فقال:

"يا قومي بدا شأني، والذي ألْفَجَني١ إلى مسألتكم، إن الغيث كان قد قوي عنَّا ثم تكرْفَأ السحاب، وشَصَا الرَّبَاب، وادْلَهَمَّ سَيِّقه٢، فارتجس رَيقْه، وقلنا: هذا عام باكر الوَسْمِيِِّ٣، محمود السُّمِي، ثم هبَّت له الشمال، فحزَأَلَّت طَخَارِيرُه٤، وتفزَّع كِرْفِئُه متباشرا، ثم تتابع لمعان البرق؛ حيث تَشِيمُه الأبصار، وتجده النظَّار، ومَرَتِ٥ الجُنُوب ماءه، فقوَّض الحي مُزْلَئِمِيِّن نحوه، فَسَرَّحنا المال فيه وكان وخمًا وَخيمًا، فأساف المال، وأضفَّ الحال، فرحِم الله امرأ جاد بِمَيْر، أو دل على خَيْر".

"بلوغ الأرب ٣: ٢٥٨".


١ ألجأني، وقوى المطر: احتبس، وتكرفأ: تراكم، وشصا: ارتفع، والرباب: السحاب الأبيض
٢ ادلهم: اسود، والسيق: السحاب لا ماء فيه، والريق: تردد الماء على وجه الأرض.
٣ الوسمي: مطر الربيع الأول، سمي بذلك لأنه يسم الأرض بالنبات، والسمي جمع سماء: وهو المطر أو المطرة الجيدة.
٤ الطخارير جمع طخرور كعصفور بالخاء والحاء: اللطخ من السحاب، والكرفئ: السحاب المرتفع المتراكم، وتقزع: تفرق وانقشع، وشام البرق: نظر إليه أين يقصد.
٥ هو من مرى الناقة كرمى: مسح ضرعها لتدر، مزلئمين: ماضين مرتحلين إليه، وأساف المال: أهلكه، والسواف كجبان وشجاع: الموت في الناس والمال، ساف سوفا أي هلك، وأسافه الله، ويقال أيضًا أساف الرجل: وقع في ماله السواف أي الموت: وأضف من الضفف كسبب وهو الضيق والشدة، أصابهم من العيش ضفف أي شدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>