للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩- خطبة عبيد الله بن زياد:

ولما نمى إلى عبيد الله بن زياد خبر الكتاب الذي كتبه الحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى أشراف البصرة يستنصرهم صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:

"أما بعد فوالله لا تقرن بي الصعبة، ولا يقعقع لي بالشنان١، وإني لنكل٢ لمن عاداني، وسُمٌّ لمن حاربني، أنصف القارة٣ من راماها.

يأهل البصرة: إن أمير المؤمنين ولاني الكوفة، وأنا غاد إليها الغداة؛ وقد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أبي سفيان، وإياكم والخلاف والإرجاف، فوالذي لا إله غيره لئن بلغني عن رجل منكم خلاف، لأقتلنه وعريفه ووليه، ولآخذن الأدنى بالأقصى حتى تستمعوا لي، ولا يكون فيكم مخالف ولا مشاق.

أنا ابن زياد، أشبهته من بين من وطئ الحصى، ولم ينتزعني شبه خال ولا ابن عم".


١ القعقعة: تحريك الشيء اليابس الصلب مع صوت، والشنان: جمع شن بالفتح، وهو القربة البالية، وإذا قعقع بالشنان للإبل نفرت. وهو مثل يضرب لمن لا يروعه ما لا حقيقة له.
٢ يقال إنه لنكل شره: أي ينكل به أعداؤه.
٣ القارة: قبيلة، وهم قوم رماة.

<<  <  ج: ص:  >  >>