للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٠- خطبة له:

وخطب أيضًا، فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس، إن بعض الطمع فقر، وإن بعض اليأس غنى، وإنكم تجمعون ما لا تأكلون، وتأملون ما لا تدركون، وأنتم مؤجلون في دار غرور، كنتم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤخذون بالوحي؛ فمن أسر شيئًا أخذ بسريرته، ومن أعلن شيئًا أخذ بعلانيته؛ فأظهروا لنا أحسن أخلاقكم، والله أعلم بالسرائر؛ فإنه من أظهر لنا قبيحًا وزعم أن سريرته حسنة لم نصدقه، ومن أظهر لنا علانية حسنة ظننا به حسنًا، واعلموا أن بعض الشح شعبة من النفاق؛ فأنفقوا خيرًا لأنفسكم، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون، أيها الناس أطيبوا مثواكم، وأصلحوا أموركم، واتقوا الله ربكم، ولا تلبسوا نساءكم القباطي١؛ فإنه إن لم يشف فإنه يصف أيها الناس: إني لوددت


١ القُبَاطي "بضم الأول وتشديد الآخر، أو القَبَاطي بفتح الأول وتخفيف الآخر" ثياب كتان بيض رقاق كانت تعمل في مصر جمع قبطية "بضم القاف نسبة إلى القبط على غير قياس وقد تكسر" وشف الثوب يشف رق فحكى ما تحته، وقوله: فإنه يصف أي ما تحته من أجزاء البدن ويحددها لرقته وطراوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>