للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٠- خطبة أبي سفيان بن حرب:

وكان أبو سفيان بن حرب يسير في الناس يوم اليرموك، ويقف على أهل كل راية وعلى كل جماعة فيحرض الناس ويحضهم ويعظهم ويقول:

"إنكم يا معشر المسلمين أصبحتم في دار العجم، منقطعين عن الأهل١، نائين عن أمير المؤمنين وأمداد المسلمين، وقد والله، أصبحتم بإزاء عدو كثير عددهم، شديد عليكم حنقهم، وقد وترتموهم في أنفسهم ونسائهم وأولادهم وأموالهم وبلادهم، فلا والله لا ينجيكم منهم اليوم وتبلغون رضوان الله إلا بصدق اللقاء، والصبر في مواطن المكروه، فامتنعوا بسيوفكم، وتقربوا بها إلى خالقكم، ولتكن هي الحصون التي تلجئون إليها، وبها تمنعون".

وقاتل أبو سفيان يومئذ قتالًا شديدًا، وأبلى بلاء حسنًا.

"فتوح الشام ص١٩٧".


١ في الأصل "الأبل" وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>