للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٥- أعرابي يستجدي:

ووقف أعرابي بقوم فقال:

"يا قوم: تتابعت علينا سِنُون جَمَاد١ شِدَاد، لم يكن للسماء فيها رَجْع٢، ولا للأرض فيها صَدْع٣، فَنَضَب العِدُّ٤، ونَشِف الوَشَلُ، وأَمْحَل الخِصْبُ، وكَلَح الجَدْب، وشَفَّ٥ المال، وكَسَف البال، وشَظِف المعاش، وذهب الرِّياش، وطرحتني الأيام إليكم غريبَ الدار، نَائي المحلّ، ليس لي مال أرجِع إليه، ولا عشيرة أَلْحَق بها، فَرَحِم الله امرأ رَحِم اغترابي، وجعل المعروف جوابي".

"العقد الفريد ٢: ٨٠".


١ الجماد: السنة التي لا مطر فيها.
٢ الرجع: المطر، لعوده كل حين.
٣ أي انشقاق عن النبات، اقتبسه من الآية الكريمة: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ، وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} .
٤ العد: الماء الجاري الذي له مادة لا تنقطع كماء العين، ونضب الماء: غار، والوشل: الماء القليل يتحلب من جبل أو صخرة، ولا يتصل قطره، نشف الماء في الأرض: ذهب "ونشف الحوض الماء شربه" وأمحل: أجدب.
٥ شف: رق، والشطف بالتحريك: يبص العيش وشدته، والرياش: المال والخصب والمعاش.

<<  <  ج: ص:  >  >>