أبدأ بحمدك اللهم على ما أوليتني من جزيل تفضلك، ومزيد تطولك، وأصلي وأسلم على رسولك الأمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وبعد: فها هو ذا "الجزء الثاني – من جمهرة خطب العرب" أصدره حاويًا ما وصل إلينا من خطب العصر الأموي ووصاياه، وما دار بمجالس الخلفاء والأمراء والرؤساء من حوار ومجاوبة، وهو كما ستراه أحفل أجزاء الكتاب الثلاثة، وأغزرها مادة، لتوافر دواعي الخطابة في هذا العصر، ونفاق سوقها.
وقد نهجت فيه نهجي في سالفه، من التوفيق بين الروايات، وتحرير الألفاظ وضبطها وشرحها، والتعليق عليها بما يميط اللثام عن خفايا مراميها، وغوامض مغازيها، فجاء بحمده تعالى مرضيًا، والله نسأل أن يكلأنا برعايته، وأن يمن علينا بالتوفيق للعمل الصالح، إنه خير مرتجى، فنعم المولى ونعم النصير،