للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٩- خطبة عبد الرحمن بن عوف:

"يا هؤلاء، إن عندي رأيًا، وإن لكم نظرًا، فاسمعوا تعلموا، وأجيبوا تفقهوا، فإن حابيًا١ خير من زاهق٢، وإن جرعة من شروب٣ بارد، أنفع من عذب موبٍ٤، أنتم أئمة يهتدى بكم، وعلماء يصدر٥ إليكم، فلا تفلوا المدى بالاختلاف بينكم، ولا تغمدوا السيوف عن أعدائكم، فتوتروا٦ ثأركم، وتؤلتوا٧ أعمالكم، لكل أجل كتاب، ولكل بيت إمام، بأمره يقومون، وبنهيه يرعون٨، قلدوا أمركم واحدًا منكم، تمشوا الهوينى، وتلحقوا الطلب، لولا فتنة عمياء، وضلالة حيراء، يقول أهلها ما يرون، وتحلهم الحبو كرى٩، ما عدت نياتكم معرفتكم، ولا أعمالكم


١ الحابي من السهام: ما يزحف إلى الهدف.
٢ السهم الزاهق: ما جاوز الهدف.
٣ الشراب والشريب والشروب: ما يشرب.
٤ أصله موبي، مسهل عن موبئ.
٥ يرجع.
٦ قال في اللسان: "قال الأزهري: هو من الوتر "الثأر" يقال: وترت فلانًا إذا أصبته بوتر، وأوترته أوجدته ذلك "أي أظفرته به، أوجدت فلانًا مطلوبه أي أظفرته به" قال: والثأر ههنا العدو؛ لأنه موضع الثأر، والمعنى لا توجدوا عدوكم الوتر في أنفسكم".
٧ ألته حقه يألته وآلته: نقصه.
٨ ورع يرع: كورث يرث من الورع، وهو التقوى.
٩ رمل يضل فيه السالك، والداهية.

<<  <  ج: ص:  >  >>