٢ وروى الحصري في زهر الآداب بعض هذا القول وعزاه إلى عبد الملك بن صالح، وروى السيد المرتضى في أماليه قال: "صعد أبو العباس السفاح المنبر، فأرتج عليه فقال: "أيها الناس، إن اللسان، بضعة من الإنسان، يكل إذا كل، وينفسح بانفساحه إذا فسح، ونحن أمراء الكلام، منا تفرعت فروعه، وعلينا تهدلت غصونه، ألا وإنا لا نتكلم هذرًا، ولا نسكت إلا معتبرين" ثم نزل، فبلغ ذلك أبا جعفر، فقال: "لله هو لو خطب بمثل ما اعتذر، لكان من أخطب الناس" وهذا الكلام يروى لداود بن علي أ. هـ. والبضعة بفتح الباء وقد تكسر: القطعة من اللحم، والهذر بالتحريك: سقط الكلام وبسكون الذال مصدر هذر في منطقة كضرب ونصر.