للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦١- وصيته لابنه يزيد:

لما حضرت معاوية الوفاة، ويزيد غائب، دعا معاوية مسلم بن عقبة المري، والضحاك بن قيس الفهري، فقال: أبلغا عني يزيد وقولا له:

"يا بني، إني قد كفيتك الشد والترحال، ووطأت لك الأمور، وذللت لك الأعداء، وأخضعت لك رقاب العرب، وجمعت لك ما لم يجمعه أحد، فانظر أهل الحجاز، فإنهم أصلك وعترتك١، فمن أتاك منهم فأكرمه، ومن قعد عنك فتعهده، وانظر أهل العراق، فإن سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عاملا فافعل، فإن عزل عامل أهون عليك من سل مائة ألف سيف، ثم لا ندري علام أنت عليه منهم؟ ثم انظر أهل الشام، فاجعلهم الشعار٢دون الدثار، فإن رابك من عدوك ربب، فارمهم٣ بهم، فإن


١ عترة الرجل: عشيرته الأدنون.
٢ الشعار: الثوب يلبس على شعر الجسد، والدثار: الذي يلبس فوق الشعار.
٣ الضمير للعدو، وهو للواحد والجمع، والذكر والأنثى، وقد يثنى ويجمع ويؤنث.

<<  <  ج: ص:  >  >>