للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى قلوا، فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ١ وقراضة الجلمين، واتعظوا بمن كان قبلكم، قبل أن يتعظ بكم من بعدكم، فارفضوها ذميمة فإنها قد رفضت من كان أشغف بها منكم".

"البيان والتبيين ٢: ٢٨، والعقد الفريد ٢: ١٤١: ونهج البلاغة ١: ٤٠ وإعجاز القرآن ٢١٣"


١ القرظ: ورق السلم أو ثمر السنط يدبغ به، والجلم: مقراض يجزُّ به الصوف. والقراضة: ما يسقط منه عند الجزّ.
قال الجاحظ: "وفي هذه الخطبة أبقاك الله ضروب من العجب، منها أن هذا الكلام لا يشبه السبب الذي من أجله دعاهم معاوية، ومنها أن هذا المذهب -في تصنيف الناس، وفي الإخبار عنه، وعما هم عليه من القهر والإذلال، ومن التقية والخوف- أشبه بكلام علي وبمعانيه، وبحاله منه بحال معاوية، ومنها أنا لم نجد معاوية في حال من الحالات يسلك في كلامه مسلك الزهاد، ولا يذهب مذاهب العباد، وإنما نكتب لكم ونخبر بما سمعناه، والله أعلم بأصحاب الأخبار وبكثير منهم".
ونسبها الشريف الرضى إلى الإمام علي، وقال هي من كلامه الذي لا يشك فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>