كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

عبد الله بن عباس ومعاوية أيضا - مقال آخر لمعاوية - ج: 2 - ص: 98

[مقال آخر لمعاوية]

...

عبد الله بن عباس ومعاوية أيضًا:

٩٠- مقال معاوية:

وقال يومًا معاوية وعنده ابن عباس: "إذا جاء بنو هاشم١ بقديمها وحديثها، وجاءت بنو أمية٢ بأحلامها وسياستها، وبنو أسد٣ بن عبد العزى بوافدها ودياتها، وبنو عبد الدار٤ بحجابتها ولوائها، وبنو مخزوم٥ بأموالها وأفعالها، وبنو تيم٦ بصدِّيقها وجوادها، وبنو عدي٧ بفاروقها ومتفكرها، وبنو سهم٨ بآرائها ودهائها، وبنو جمح٩ بشرفها وأنوفها١٠، وبنو عامر بن لؤي بفارسها وقريعها١١، فمن ذا يُجَمِّلُ مضمارها، ويجرى إلى غايتها، ما تقول يابن عباس؟ ".

---

١ بنو هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة إلخ.
٢ بنو أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
٣ بنو أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب.
٤ بنو عبد الدار بن قصي، والحجابة: سدانة البيت الشريف؛ أي تولي مفاتيحه وخدمته، واللواء راية يلوونها على رمح وينصبونها علامة للعسكر إذا توجهوا إلى محاربة عدو، فيجتمعون تحتها، ويقاتلون عندها، وكان قصي بن كلاب قد ولي البيت الحرام وأمر مكة والحكم بها، وابتنى دارًا بها وهي دار الندوة: وكانت قريش لا تقضي أمرًا إلا فيها، وقد ولد له عبد الدار، وعبد مناف، وعبد العزى، وعبد شمس، فلما كبر قصي ورق، قال لابنه عبد الدار -وهو أكبر ولده، وكان فيما يزعمون ضعيفها، وكان عبد مناف قد شرف في زمان أبيه، وذهب كل مذهب: "أما والله لألحقنك بالقوم وإن كانوا قد شرفوا عليك، ولا يدخل رجل منهم الكعبة حتى تكون أنت تفتحها، ولا يعقد لقريش لواء لحربهم إلا أنت بيدك، ولا يشرب رجل بمكة ماء إلا من سقايتك، ولا يأكل أحد من أهل الموسم طعامًا إلا من طعامك، ولا تقطع قريش أمورها إلا في دارك، فأعطاه داره دار الندوة، وأعطاه الحجابة واللواء والندوة والسقاية والرفادة، "وكانت خرجًا تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلى قصي به، فيصنع طعاما للحاج يأكله من لم يكن له سعة ولا زاد ممن يحضر الموسم".
٥ بنو مخزوم بن يقظة "بالتحريك" بن مرة بن كعب بن لؤي.
٦ بنو تيم بن مرة بن كعب بن لؤي.
٧ بنو عدي بن كعب بن لؤي.
٨ بنو سهم بن هصيص "كزبير" بن كعب بن لؤي، ومنهم عمرو بن العاص السهمي.
٩ بنو جمح بن هصيص بن كعب.
١٠ جمع أنف: وهو السيد.
١١ القريع: المقارع.