للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خطبة أخرى للحسين]

...

٣٢- خطبة أخرى له:

وقام الحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بذي حُسُم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

"إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها، واستمرَّت١ جدًّا، فلم يبق منها إلا صُبابة كصبابة الإناء، وخسيسُ عيشٍ كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقًا، فإني لا أرى الموت إلا شهادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا برمًا٢".


١ في كتب اللغة: "مر الشيء يمر بضم الميم وفتحها مرارة وأمر" ولم أر فيها بناء "استمر" ولا مانع منه على أن الهمزة والسين والتاء للصيرورة: أي صارت مرة، ونظيره استحجر الطين، واستحصن المهر "صار حصانا" واستعرب القوم. وفي الأمثال: "إن البغاث بأرضنا يستنسر" "كان عنزا فاستتيس"، "قد استنوق الجمل".
٢ البرم: السآمة والضجر، برم به كفرح.

<<  <  ج: ص:  >  >>