للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٩٧- كلام أبي حازم لسليمان بن عبد الملك:

حج سليمان بن عبد الملك؛ فلما قدِمَ المدينة للزيارة بعث إلى أبي حازم الأعرج، وعنده ابن شهاب؛ فلما دخل قال: تكلم يا أبا حازم. قال: فيم أتكلم يا أمير المؤمنين؟ قال: في المخرج من هذا الأمر قال: يسير إن أنت فعلته قال: وما ذاك؟ قال: لا تأخذ الأشياء إلا من حلها، ولا تضعها إلا في أهلها قال: ومن يقوى على ذلك؟ قال: من قلده الله من أمر الرعية ما قلدك، قال: عظني أبا حازم قال: اعلم أن هذا الأمر لم يصر إليك إلا بموت من كان قبلك، وهو خارج من يديك بمثل ما صار إليك. قال: يا أبا حازم أشر علي، قال إنما أنت سوق، فما نفق١عندك حمل إليك من خير أو شر، فاختر أيهما شئت قال: مالك لا تأتينا؟ قال: وما أصنع بإتيانك يا أمير المؤمنين؟ إن أدنيتني فتنتني، وإن أقصيتني أخزيتني، وليس عندك ما أرجوك له، ولا عندي


١ راج.
"٢٧ -جمهرة خطب العرب- ثان"

<<  <  ج: ص:  >  >>