ووصل إليه مال من البحرين، فساوى فيه بين الناس، فغضبت الأنصار، وقالوا له فضلنا؛ فقال أبو بكر صدقتم، إن أردتم أن أفضلكم صار ما عملتموه للدنيا، وإن صبرتم كان ذلك لله عز وجل، فقالو: والله ما عملنا إلا لله تعالى وانصرفوا، فرقي أبو بكر المنبر؛ فحمد الله وأثنى عليه وصلى الله عليه وسلم. ثم قال:
"يا معشر الأنصار: إن شئتم أن تقولوا إنا آويناكم في ظلالنا، وشاطرناكم في أموالنا، ونصرناكم بأنفسنا: قلتم: وإن لكم من الفضل ما لا يحصيه العدد وإن طال به الأمد. فنحن وأنتم كما قال طفيل الغنوي:
جزى الله عنا جعفرًا حين أزلقت ... بنا نعلنا في الواطئين فزلت
أبوا أن يملونا، ولو أن أمنا ... تلاقى الذي يلقون منا لملت
هم أسكنونا في ظلال بيوتهم ... ظلال بيوت أدفأت وأظلت