ووجه هرقل إلى كل جيش من جيوش المسلمين جيشًا يفوقه؛ فأشار عمرو بن العاص على الأمراء بالاجتماع، فأرسلوا إلى أبي بكر في ذلك فأشار عليهم بمثل رأي عمرو.
فاجتمعوا باليرموك وكل واحد من الأمراء أمير على جيشه، والروم أمامهم، وبين الفريقين خندق؛ فكان الروم يقاتلون باختيارهم، وإن شاءوا احتجزوا بخنادقهم، فأرسل الأمراء إلي أبي بكر يستمدونه. فكتب إلى خالد بن الوليد أمير جند العراق يأمره أن يستخلف على جنده بعد أن يأخذ معه نصفه ويتوجه إلى الشام مددًا لأمرائه، فسار إلى الشام، ووافى المسلمين وهم متضايقون، إذ وصل باهان بجيش مددًا للروم، فولى خالد قتاله، وقاتل كل أمير من بإزائه متساندين١، فرأى خالد أن هذا القتل لا يجدي نفعًا ما دامت كل فرقة من الجيش لها أمير فجمع الأمراء وخطبهم.
فحمد الله وأثنى عليه وقال:
"إن هذا يوم من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي، أخلصوا جهادكم، وأريدوا الله بعملكم، فإن هذا يوم له ما بعده، ولا تقاتلوا قومًا على نظام وتعبية، على تساند