"يا أمير المؤمنين لا يهُدَّنَّك ما رأيت، ولا يولينك من نصرنا ما سمعت من مقالة هذا الشقي الخائن، إن جميع من ترى من الناس شيعتك، لا يرغبون بأنفسهم عن نفسك، ولا يحبون البقاء بعدك، فإن شئت فسر بنا إلى عدوك، فوالله ما ينجو من الموت من خافه، ولايعطى البقاء من أحبه، وإنا لعلى بينة من ربنا، وإن أنفسنا لن تموت حتى يأتي أجلها، وكيف لا نقاتل قومًا هم كما وصف أمير المؤمنين، وقد وثبت عصابة منهم على طائفة من المسلمين بالأمس، وباعوا خلاقهم١ بعرض من الدنيا يسير".
فقال علي: الطريق مشترك، والناس في الحق سواء، ومن اجتهد رأيه في نصيحة العامة، فقد قضى ما عليه" ثم نزل فدخل منزله.