للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١- مساءلة الحجاج أعرابيا فصيحا:

وقال الحجاح لأعرابي كلمة فوجده فصيحًا: كيف تركت الناس وراءك؟ فقال: "تركتهم -أصلح الله الأمير- حين تفرّقوا في الغيطان، وأخَمْدوا النيران. وتَشَكَّت النساء، وعَرَض الشَّاء، ومات الكلب"، فقال الحجاج لجلسائه: "أَخِصْبًا نَعَتَ أم جَدْبًا؟ قالوا: بل جدبا، قال: بل خصبا، قوله: تفرقوا في الغيطان١، معناه: أنها أعشبت، فإبلهم وغنمهم تَرْعَى، وأخمدوا النيران، معناه: استغنوا باللبن عن أن يشتَوُوا لحوم إبلهم وغنمهم ويأكلوها، وتشكَّت النساء أعضادَهن، من كثرة ما يَمْخَضْن٢ الألبان، وعَرَض الشاء: استَنَّ٣ من كثرة العُشْب والمرعى، ومات الكلب: لم تمت أغنامهم وإبلهم فيأكل جِيَفها".

"ذيل الأمالي ص٨٧".


١ جمع غائط: وهو المطمئن الواسع من الأرض.
٢ مخض اللبن من باب قطع ونصر وضرب أخذ زبده.
٣ استن: سمن، سن الإبل كنصر: إذا رعاها فأسمنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>