للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٨٨- وفود مالك بن بشير على الحجاج بقتل الأزارقة:

لما هزم المهلب بن أبي صفرة قطري بن الفجاءة: صاحب الأزارقة، بعث إلى مالك بن بشير؛ فقال له: إني موفدك إلى الحجاج، فسر؛ فإنما هو رجل مثلك، وبعث إليه بجائزة فردها، وقال: إنما الجائزة بعد الاستحقاق وتوجه؛ فلما دخل على الحجاج قال له: ما اسمك؟ قال: مالك بن بشير، قال: ملك وبشارة! كيف تركت المهلب؟ قال: أدرك ما أمل، وأمن من خاف، قال: كيف هو لجنده؟ قال: والد رءوف، قال: فكيف رضاهم عنه؟ قال: وسعهم بالفضل، وأقنعهم بالعدل، قال: فكيف تصنعون إذا لقيتم عدوكم؟ قال: نلقاهم بحدنا فنطمع فيهم، ويلقوننا بجدهم فيطمعون فينا، قال: كذلك الجد إذا لقي الجد قال: فما حال قطري؟ قال: كادنا ببعض ما كدناه. قال: فما منعكم من اتباعه؟ قال: رأينا المقام من ورائه خيرًا من اتباعه، قال: فأخبرني عن ولد المهلب، قال: أعباء القتال بالليل، حماة السرح١ بالنهار، قال: أيهم أفضل؟ قال ذلك إلى أبيهم، قال: لتقولن، قال: هم كحلقة مضروة لا يعرف طرفاها، قال: أقسمت عليك هل روأت٢ في هذا الكلام؟ قال: ما أطلع الله على غيبه أحدًا، فقال الحجاج لجلسائه: هذا والله الكلام المطبوع، لا الكلام المصنوع.

"العقد الفريد ١: ١٢٢، ومروج الذهب ٢: ١٤٨"


١ السرح في الأصل: المال السائم.
٢ روأ في الأمر: نظر فيه وتعقبه، ولم يعجل بجواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>