للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٠٩- كلمة لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان:

وقد تشاح بنو هاشم، وبنو أمية في ميراث بينهم

عن سفيان بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان قال: وقع ميراث بين بني هاشم وبين بني أمية، تشاحوا فيه، وتضايقوا؛ فلما تفرقوا أقبل علينا أبونا عمرو، فقال:

"يا بني: إن لقريش درجًا تزل عنها أقدام الرجال، وأفعالًا تخشع لها رقاب الأموال، وغايات تقصر عنها الجياد المسومة١، وألسنا تك عنها الشفار المشحوذة ولو اختلفت الدنيا ما تزينت إلا بهم، ولو كانت لهم ضاقت بسعة أخلاقهم، ثم إنه ليخيل إلى أن منهم ناسًا تخلقوا بأخلاق العوام؛ فصار لهم رفق في اللؤم، وخرق٢ في الحر، ولو أمكنهم لقاسموا الطير في أرزاقها، إن خافوا مكروها تعجلوا له الفقر، وإن عجلت لهم نعمة أخروا عليها الشكر، أولئك أنضاء٣ الفكر، وعجزة حملة الشكر"

"الأمالي ٢: ٢٣٨، والعقد الفريد ٢: ٤٠"


١ الخيل المسومة: المرسلة وعليها ركبانها، أو المعلمة، أي التي جعل عليها سومة "بالضم" أي سمة وعلامة، أو المرعية.
٢ كقفل وسبب: ضد الرفق، وأن لا يحسن الرجل العمل والتصرف في الأمور.
٣ جمع نضو كحمل: وهو المهزول.
"٢٨ –جمهرة خطب العرب- ثان"

<<  <  ج: ص:  >  >>