للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٧- أعرابي يصف مطرا:

عن الأصمعي قال: "سألت أعرابيًّا من بني عامر بن صَعْصَعْة عن مطر صَابَ بلادهم فقال:

"نشأ عارضًا١، فطلع ناهضًا، ثم ابتسم وامضًا، فًأعَسَّ في الأقطار فأَسْجَاها، وامتدَّ في الآفاق فغطَّاها، ثم ارتجز٢ فَهَمْهَمَ، ثم دَوَى فأظلم، فأَرَكَّ وَدَثَّ، وبَغَشَ وطَشَّ ثم قَطْقَطَ٣ فأفرط، ثم دَيَّم فأغْمَطَ، ثم رَكَد فأنجم، ثم وَبَل فَسَجَم، وجاد فأنعم، فَقَمَسَ الرُّبا٤ وأفرط الزُّبَى، سبعًا تباعًا، ما يريد انقشاعًا، حتى إذا ارتوت الحُزُون٥ وتَضَحْضَحَت المتون، ساقه ربُّك إلى حيث شاء، كما جلبه من حيث شاء".

"بلوغ الأرب ٣: ٢٤٩".


١ العارض: السحاب المعترض في الآفاق، وومض البرق كوعد: لمع خفيفًا ولم أجد في كتب اللغة "أعس" وإنما الذي فيها "عسعس السحاب: دنا من الأرض" وأسجاها: غطاها، وفي الأصل "أسحاها" بالماء وهو تصحيف.
٢ ارتجز الرعد: صات، وارتجز السحاب: تحرك بطيئًا لكثرة مائه، وهمهم الرعد: إذا سمعت له دويًّا، والهمهمة: كل صوت معه بحح، وأرك: أتى بالرك "بفتح الراء ويكسر" وهو المطر القليل أو هو فوق الدث، والدث بالفتح: المطر الضعيف، والبغشة بالفتح: المطرة الضعيفة وقد بغشت السماء كمنع، والطش: المطر الضعيف وهو فوق الرذاذ، وطشت السماء كنصر وضرب.
٣ القطقط بالكسر: المطر المتتابع العظيم القطر، وقد قطقطت السماء، والديمة بالكسر: مطر يدوم في سكون بلا رعد وبرق، أو يدوم أيامًا، وقد ديمت السماء. أغمط: دام ولازم، وأنجمت السماء: أسرع مطرها ودام، والوبل: المطر الشديد الضخم القطر، وقد وبلت السماء كوعد: أمطرته، وسجم كدخل: سال وانصب.
٤ قمس الربا: كنصر وضرب: غوصها، وأفرطها: ملأها حتى فاضت، والزبى جمع زبية كفرصة، وهي الرابية لا يعلوها الماء، وحفرة تحقر لصيد الأسد "وهو المراد هنا" سميت بذلك لأنهم كانوا يحفرونها في موضع عال.
٥ الحزون جمع حزن كشمس وهو الغليظ من الأرض، والمتون جمع متن كشمس: وهو ما صلب من الأرض وارتفع، والضحضح والمتضحضح والضحضاح: الماء القليل، وقيل هو ما لا غرق فيه، وقيل هو الماء إلى الكعبين أو إلى أنصاف السوق -وفي لغة هذيل الكثير- وقد تضحضح الماء، والتضحضح أيضًا جري السراب، تضحضح إذا ترقرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>