"ما اعتراضك يا أخا بني تيم بن مرة فيما بيننا وبين أميرنا؟ فوالله ما أنت علينا بأمير، ولا لك علينا سلطان! إنما أنت أمير الجزية، فأقبل على خراجك، فلعمر الله لئن كنت مفسدًا، ما أفسد أمر هذه الأمة إلا والدك وجدك الناكثانِ، فكانت بهما اليدان١ وكانت عليهما دائرةُ السَّوءِ".
ثم أقبل المسيب بن نجبة، وعبد الله بن وال على عبد الله بن يزيد فقالا:
"أما رأيك أيها الأمير فوالله إنا لنرجو أن تكون به عند العامة محمودًا، وأن تكون عند الذي عَنَيْتَ واعتريت مقبولا".
ثم نزل عبد الله بن يزيد ودخل.
فلما استهلَّ هلال ربيع الآخر سنة ٦٥ شخص سليمان بن صرد في وجوه أصحابه، وقد كان واعد أصحابه عامةً للخروج في تلك الليلة للمعسكر بالنخيلة، وأقام بها ثلاثًا يبعث ثقته من أصحابه إلى من تخلف عنه يذكرهم اللهَ وما أعطَوه من أنفسهم، فقام إليه المسيب بن نجبة، فقال: "رحمك الله إنه لا ينفعك الكاره، ولا يقاتل معك إلا من أخرجَتْهُ
١ تقول العرب: كانت به اليدان، أي فعل الله به ما يقوله لي، ومرَّ قومٌ من الخوارج بقوم من أصحاب عليٍّ وهم يدعون عليهم، فقالوا: بكم اليدان أي حاق بكم ما تدعون به وتبسطون أيديكم.