٢ ثم دفع إليه الكتاب، ففض خاتمه وقرأه، فإذا هو "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد المهدي إلى إبراهيم بن مالك الأشتر، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فإني قد بعثت إليكم بوزيري، وأميني، ونجيبي الذي ارتضيته لنفسي، وقد أمرته بقتال عدوي، والطلب بدماء أهل بيتي، فانهض معه بنفسك وعشيرتك ومن أطاعك، فإنك إن نصرتني وأجبت دعوتي، وساعدت وزيري كانت لك عندي بذلك فضيلة، ولك بذلك أعنة الخيل، وكل جيش غاز، وكل مصر ومنبر وثغر ظهرت عليه فيما بين الكوفة وأقصى بلاد أهل الشام، علي الوفاء بذلك على عهد الله، فإن فعلت ذلك نلت به عند الله أفضل، الكرامة، وإن أبيت هلكت هلاكا لا تستقبله أبدا، والسلام عليك" فلما قضى إبراهيم قراءة الكتاب، قال: قد كتب إلي ابن الحنفية وقد كتبت إليه قبل اليوم، فما كان يكتب إلي إلا باسمه واسم أبيه، قال له المختار: إن ذلك زمان وهذا زمان، قال إبراهيم: فمن يعلم أن هذا كتاب ابن الحنفية إلي؟ فشهد من معه بأنه كتاب ابن الحنفية إليه، فقال إبراهيم: ابسط يدك أبايعك، فبسط المختار يده، فبايعه إبراهيم.