للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٤- مقال معاوية:

رحم الله أبا سفيان والعباس، كانا صَفِيِّيْن١ دون الناس، فحفظتُ الميت في الحي، والحي في الميت، استعملك علي يابن عباس على البصرة، واستعمل عبيد الله أخاك على اليمن، واستعمل أخاك٢ على المدينة، فلما كان من الأمر ما كان، هنأتكم٣ ما في أيديكم، ولم أكشفكم عما وعت غراركم٤، وقلت: آخذ اليوم وأعطى غدًا مثله، وعلمت أن بدء اللؤم يضر بعاقبة الكرم، ولو شئت لأخذت بحلاقيمكم وقيأتكم ما أكلتم، لا يزال يبلغني عنكم ما تبرُك له الإبل، وذنوبكم إلينا أكثر من ذنوبنا إليكم، خذلتم عثمان بالمدينة، وقتلتم أنصاره يوم الجمل، وحاربتموني بصفين، ولعمري لبنو تيم وعدي٥ أعظم ذنوبًا منا إليكم، إذ صرفوا عنكم هذا الأمر، وسنُّوا فيكم هذه السنة، فحتى متى أُغْضِي الجفونَ على القَذَى٦، وأسحب الذيول على الأذى، وأقول لعل الله وعسى! ما تقول يابن عباس؟


١ الصفي: الحبيب المصافي.
٢ لما جاء عَلِيًّا الخبر عن طلحة والزبير وعائشة أَمَّرَ على المدينة تمام بن العباس، وبعث إلى مكة قثم بن العباس "قثم كعمر" وخرج إليهم.
٣ هنأه كمنع وضرب: أطعمه وأعطاه.
٤ جمع غرارة بالكسر وهي الجوالق "الشوال".
٥ يعني ببني تيم أبا بكر الصديق "وهو من تيم بن مرة بن كعب بن لؤي" ويعني ببني عدي عمر بن الخطاب "وهو من عدي بن كعب بن لؤي".
٦ القذى: ما يقع في العين والشراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>